سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حبيت اقدم لكم هاي القصه وارجو ان تنال اعجابكم
جلس يرشف قهوته التي اشتراها من مقهى مقطورة القطار الذي يتجه إلى "وهران" و
استقر في آخر كرسي بالعربة ينظر من النافذة يراقب تحرك القطار و هو يغادر
محطة "آغا" بالعاصمة .
لقد تعود "حميد" السفر على نفس القطار . إذ أن مواعيد تحركاته تتوافق مع
مواعيد المهام التي يرسل فيها إلى وهران عادة ، لذا فقد كان معظم موظفي
القطار يعرفونه ولو بالوجه ، فمن السهل جدا تمييز ملامح وجهه الجميلة ، و
عيناه ذات الزرقة الباردة التي تتملى بحسنها الموظفات ، بوصفها الذي لا
يفارق شفاههن إذا ما رأينه .
أحس حميد ببعض العطش فحام بنظره حول المقطورة بحثا عن الموظفة ليطلب ماءا ،
فصادف عينا تلمحه في الجانب الآخر من المقطورة ، فاستقر بنظره في الشخص
الذي يحدق إليه ، و إذا بها شابة اختلج ثغرها تبتسم ، ثم تحاول سحب
انتباهها عنه و تمثل أنها تشرب العصير و هي تنظر من النافذة بتكلف بارع.
ابتسم حميد و تظاهر بعدم الاكتراث لها ، ثم لبث مدة حتى شعر بأنها تعاود
التحديق نحوه ، فعاودته ابتسامة ، و دون النظر إليها نادى على على الموظفة
وبقي يكلمها قصد إثارة غيضها .
فقامت الفتاة الشابة نحوهما بخطوات متهورة تطلب الانتقام من الموظفة .
وقفت بجانبها و نظرت إليها ثم سألتها:
- هل تعرفين هذا الشاب ؟؟
صعق حميد لسؤال الفتاة ثم أمر الموظفة بتركهما و تفضل الفتاة بالجلوس و هو ينظر إليها بتعجب شديد .
- مرحبا آنستي
- مرحبا سيدي
وسحب حميد رأسه للخلف قليلا و قضب حاجبيه للأعلى و قال:
- لن أطيل كثيرا و لنشبع الفضول الذي أتى بك إلي . فالأمر واضح على ما أضن .. ولنبدأ بالتعرف إليك .. سيسعدني أن أتعرف على اسمك .
سحبت الفتاة كأسا من الطاولة ثم قارورة ماء و قالت :
- أتسمح ؟
- بالطبع.
ثم سكبت الماء قائلة :
- كم أحب الماء . خصوصا إذا ما كان باردا هكذا . ثم استطردت :
- في الحقيقة أنا أدعى أمال ، أعمل ببنك التنمية بوهران حيث أقطن " بالمدينة الجديدة ".
- تشرفت بلقائك آنستي . أدعى حميد .
- مسرورة بالتعرف إليك .. هل تسمح أن أرافقك لبقية الرحلة ؟ أريد أن أغير
مكاني إذا لم تمانع ، هكذا سيكون هنالك متسع لنكمل الحديث معا .
- طبعا ، هذا من دواعي سروري .
- اعذرني لحظة لأجلب حقيبتي من هناك ، سأوافيك حالا .
هز حميد رأسه موافقا و الذهول يخترقه من تصرفاتها . لقد بدت له ساحرة و هي
بقربه . و أكثر ما كان يثير انتباهه عنقها الطويل المطوق بعقد من اللآلئ ،
الذي فوقه تظهر جواهر أسنانها المرصوفة كنعنقود ترى فيه إبداعا من تراص
النادر حين تبتسم . أما عينيها فكانتا سوداوين إلى حد يفوق التصور ، حتى أن
حميد لم تفارق عينه وجه الفتاة من شدة إعجابه بتلك بملامح التي تستوحد
المعبود من حسنها .
عادت أمال و وضعت حقيبتها في الدرج العلوي للأمتعة و جلست على الكرسي بجانب حميد وهي تبتسم ثم نظرت إلى الساعة قائلة :
- ستكون رحلة طويلة على ما أظن . لقد مضت ساعة على مغادرتنا المحطة .
- الرحلة تتطلب عادة خمس ساعات أو ستة لنصل على الأكثر ، فالمسافة بين المدينتين 340 كيلومترا ، و مع قطاراتنا العتيقة ...
ضحكت أمال و استطردت :
- المهم أن نصل . أن نصل معا .
حدق حميد إليها و قال :
- أتعنين ذلك ؟
- أعني ماذا ؟
- أن نصل معا ؟
و ابتسمت قائلة :
- و ماذا تخمن أنت ؟
فحدق حميد بعينيها و قال :
- أنت أمر غريب حقا حين ينظر المرء إلى وجهك و حين تسرقين القلوب بحركاتك ،
لكنني لست أجهل ما وراء أفعالك ، و هذا أعجبني فيك أيتها الجريئة ، فكما
قلت منذ البداية الأمر واضح ، و هذا يفسر لماذا تجلسين بجانبي و تحاولين
إثارتي . كما أنه يمكنني من خلال هاتين العينين أن أقرأ نواياك العفيفة
التي تحاول الفوز بي . و أظنها قد فعلت ذلك .
ثم وضع كفه على يدها التي كانت ممدودة بجانبها و قال :
- لقد تمكنت مني ..... بقلمي